يُعَدّ الوعي بالمصطلح اللغوي السيميائي أمر ضروري لفهم آليات إنتاج المعنى وتحليل الخطاب، إذ إنّ المصطلح السيميائي لا يقتصر على كونه أداة إجرائية في دراسة العلامات، بل يمثل مدخلًا لفهم البنية العميقة للغة والرموز ودلالاتها، فالوعي بالمصطلح السيميائي يمكّن الباحث من تجاوز الاستخدام السطحي للمفاهيم إلى توظيفها النقدي والتحليلي الدقيق، بما يعزز القدرة على قراءة النصوص، واستكشاف الأنساق الدلالية الكامنة فيها، وفهم الأبعاد الثقافية والاجتماعية التي تتأسس عليها العلامات اللغوية. الوعي بالمصطلح اللغوي السيميائي يشير إلى دراية الفرد بالمصطلحات والمفاهيم المتعلقة باللغة واستخدامها بشكل صحيح وفعال، كذلك فهم القواعد والمبادئ التي تحكم اللغة واستخدامها بشكل صحيح وفعال في النصوص الأدبية، وقد تعامل النقاد مع قضية المصطلح بأبعادها المختلفة بكثير من الحرية والجرأة، فلم يترددوا في استقبال المصطلحات الوافدة واستعمالها وتوظيفها في العلوم المختلفة ( ). ومصطلح السيميائية مصطلح يرد في هذا البحث طبقًا للنظرية السيميائية وتطبيقها بتقنياتها على شعر العقاد، والسيميائية في الأدب العربي موضوع قديم حديث؛ قديم في تجاربه واحتكاكه بالكون والطبيعة ونظر العلماء في أطرافه المتنوعة، ولكنه مستحدث في اصطلاحاته العديدة ومجالاته المتنوعة وميادينه المتسعة والمتشعبة، إنه حقل علمي واسع متنوع، هدفه إدراك العلاقات بين العلامات، ومن أجل ذلك يستند إلى علوم مختلفة؛ من الطبيعة إلى السحر إلى الكيمياء إلى الفلسفة وعلم النفس والرياضيات والعلوم اللسانية؛ لذا يرى البعض أنه لم يستقر بعد علمًا خاصًا له أدواته المعرفية وأجهزته المميزة برغم خوض الكثيرين لغماره