يدرس البحث موضوعاً من موضوعات الفكاهات النثرية الشائعة في العصر العباسي، حيث تم ألقاء الضوء على أهم أنماط الخطاب النثري في تلك الحقبة وذلك من خلال إيراد بعض الأشكال النثرية ثم استقراء عام يسعى إلى ضبط هيكلها الخارجي ، وكذلك استنطاق نصوصها بالتركيز على مقوماتها الفنية بدء من الوصف الذي يلعب دوراً هاماً في التجسيد والإبراز والإظهار إلى السرد الذي يعد من أهم العناصر المكونة للعملية السردية الحكائية، إذ يقوم على نسج الكلام في صورة حكى وصولاً إلى الحوار الذي يعد أساساً في رسم الشخصيات ورفع الحجاب عن أحاسيسها ومشاعرها، علاوة على ذلك استنطاق هذه النصوص بمعزل عن شخصياتها وزمانها ومكانها فيه نوع من الإجحاف خاصة لإن هذا الوسائل الفنية مرتبطة ببعضها ارتباطا وثيقاً يتبادل فيه الزمان والمكان والتأثير والتأثر، مع العلم إن الشخصية هي المحور الرئيسي في العملية الحكائي فمن الصعوبة تصور حكاية دون شخصيات. يرُسم البحث مجالاً إشكالياً واسعاً تتقاطع صلبه مفاهيم عدة، وهذا ما أحوج إلى طرح جملة من الأسئلة سيسعى البحث للإجابة عنها، ومضمون تلك الأسئلة يتمحور حول اللغة في النادرة، في الحقبة الزمنية (العصر العباسي).