سعى هذا البحث إلى الكشفِ عَنْ أثر استعمال ظروف الزمان، والمكان فِي تشكيل زمكانية العشق عند مجنون ليلىِ؛ إِذْ إِنَّ الزمان والمكان لا يمكن فصل أحدهما عن الآخر؛ لأن كُلَّا منهما يمثل الإطار الذي وقعت فيه أحداث هذه التجربة بتحولاتها الانفعالية، ومآلاتها الوجدانية، فإذا كان الزمان معبرًا عن البواعث النفسية في العشق عند مجنون ليلى فإنَّ المكان قد عبَّر عن الإدراكات الحسية التي تستدعي هذه البواعث النفسية في سياق التجربة؛ لذا كان جديرًا دراسةُ جمالية العشق عند مجنون ليلى في شعره في صورة هذا التجانس بين الزمان، والمكان بوصفهما كُلًّا متكاملًا، ومتفاعلًا في آن. وقد تمَّ انتخاب شعر مجنون ليلى ميدانًا للبحث هنا؛ لتميز تجربة العشق عنده، وكذلك وضوح ثنائية الزمان، والمكان في الأبعاد الوجدانية العاشقة لديه، ثم ما تراءى من وفرة استعمال ظروف الزمان، والمكان في خطابه الشعري العاشق. وقد اعتمد البحثُ على المنهجِ الوصفيِّ التحليليِّ، في محاولةٍ لاستقراءِ أثرِ توظيف ظروف الزمان، والمكان في تشكيل زمكانية العشق في شعر مجنون ليلى على مستوى مدخلات هذه التجربة، ومخرجاتها، وعلى مستوى بواعثها، ومآلاتها. وفي الختامِ وَصَلَ البحثُ إلى مجموعةٍ من النتائجِ منها: ترائي استعمال ظروف الزمان، والمكان بوفرة في الخطاب الشعري العاشق عند مجنون ليلى، وكذلك بدا جليًّا أنَّ توظيف الظروف الزمانية، والمكانية كان له أثرٌ عميقٌ في تمكينِ الشاعر من صُنعِ التشكيلات الوجدانية، بما يحقق زمكانية العشق في مستويات هذه التجربة.