يلقي هذا البحث الضوء على تعددية الصدق عند كريسبين رايت وتبنيه نظرية الحد الأدنى في الصدق القائمة على مفهوم القابلية للإثبات الفائق من خلال تناوله لإشكالية العلاقة بين الفكر البشري والعالم. إن الصدق في هذا العالم لا يمكن تمثيله عبر النظرية الأحادية للصدق والتي تسعى إلى تقديم مفهوم واحد عن الصدق قابل للتطبيق على مختلف المناطق في هذا العالم. إن الفكر البشري في علاقته بالعالم قدم لنا عوالم متعددة؛ فهناك العالم المادي الطبيعي والعالم الرياضي والعالم الأخلاقي والعالم الجمالي إلى أخره. ووفقًا لتصور رايت يقتضي اختلاف العوالم اختلاف أنماط الخطاب المتعددة، أي تبني تصور تعددي للصدق يقوم على مفهوم القابلية للإثبات الفائق حيث تكون العبارة صادقة في حال كونها قابلة للإثبات الفائق في ضوء المعلومات المتاحة وستظل العبارة صادقة حتى في حال توسيع المعلومات مما يكسب الصدق الثبات عبر اختلاف الزمان والمكان. وهكذا , يخالف رايت أصحاب النظرية التفريغية في الصدق وتبنيهم التصور الـأحادي للصدق. يقدم رايت رؤيته الفلسفية من خلال رؤية جديدة للعلاقة بين الواقعية واللاواقعية، حيث ربط بين تصوره اللاواقعي وتعددية الصدق والتعددية الأخلاقية رافضا كل من الواقعية وبعض صور اللاواقعية مثل اللاواقعية الدلالية لمايكل دوميت ونظرية الخطأ لجون ماكي والنظرية التعبيرية لسيمون بلاكبيرن وآلان جيبرد.