واقع ممارسات العمل التطوعي (الخيري) في تحقيق التنمية المستدامة في تعزيز جهود دعم الشباب المعرض للخطر ووقايته من الإنحراف بإستخدام أسلوب التحليل الرباعي (SWOT) "جمعية رسالة إنموذجاً"

        من منطلق المبادئ الأساسية لخطة عام 2030 في التأکيد علي إنه "لن يتخلف أحد عن رکب تحقيق أهداف التنمية" وأن هذه الأهداف وضعت لجميع الشعوب في کل الدول ومن کل الفئات العمرية وللمجتمعات قاطبة . وإلتزام الصبغة العالمية لخطة عام 2030 مراعاة دور الشباب في جميع الأهداف والغايات.وقد أتى ذکر الشباب علي وجه التحديد في أربعة مجالات هي : توظيف الشباب ، حالة الفتيات المراهقات ، التعليم والرياضة من أجل السلام. أصبحت أهداف التنمية المستدامة وسيلة لتوسيع مساهمة التطوع والعمل التطوعي بإعتبارة أحد الرکائز الأساسية من أجل التنمية المستدامة. وتعتبر المشارکة الإيجابية فى برامج العمل  التطوعي الخيري من أهم غايات جمعية رسالة للأعمال الخيرية في دعم الشباب المعرض للخطر والإنحراف حيث تقوم تلک الجمعيات على مبدأ المشارکة التطوعية من قبل الشباب مما يجعلهم أکثر مسئولية وحرصاً على إنجاح برامجها،والقدرة على ربط الشباب ببرامج تثقيفية تناسب قدراتهم ومؤهلاتهم
من هنا جاءت هذه الدراسة لتلقى الضوء على واقع ممارسات العمل التطوعي الخيري في تحقيق التنمية المستدامة من خلال تحليل الوضع الراهن لجمعية رسالة للأعمال الخيرية فى محافظة أسيوط؛ وذلک من خلال التحليل الرباعي SWOT Analysis (جوانب القوة ،مواطن الضعف ،الفرص المتاحة،التهديدات المحتملة)إضافة إلي محاولة  إيضاح مجالات العمل الخيري التي يرغب الشباب المشارکة فيها ، والفوائد التي من المتوقع أن تعود على الشباب والمجتمع جراء مشارکتهم في برامج وأنشطة جمعية رسالة؛ والتعرف على أهم المشکلات والصعوبات التى توجد بمنطقة عمل تلک الجمعيات ؛ للوصول لرؤية مستقبلية للنهوض بتلک الجمعيات.
المنهج والعينة - فى ضوء أهداف الدراسة المشار إليها تم الاعتماد على تقديم تحليل سوسيولوجي باتباع منهج التقييم باستخدام أسلوب المقابلة لعينة عشوانية من المتطوعين والأسر المستفيدين من جمعية رسالة بمحافظة أسيوط بلغت (35) متطوع و(25 أسرة) مستفيد من خدمات وأنشطة الجمعية .
النتائج - لقد أفرزت الدراسة مجموعة من النتائج من أهمها: أن تحليل البيئة الداخلية لجمعة رسالة  تبين أنها تتمتع بقدرة ومرونة تمکّن من دعم الشباب المعرض للخطر ووقايته من الإنحراف، لکنها ما زالت تفتقر إلى الموارد البشرية المؤهلة في مجال معالجة انحرافات الشباب. أما تحليل البيئة الخارجية فيشير إلى أن جاذبية تلک الجمعيات للذکور والإناث ، وتکوين قاعدة معلومات عن الشباب المعرض للانحراف يعد أحد أهم الفرص المتاحة أمامها لتحسين دورها الخدمى، فى حين يعد عدم وجود قانون يدعم العلاقة بين الجمعيات وبين المستهدفين ، والوضع الغير متکافئ لمستوى المشارکة من قبل المرأة فى هذه الجمعيات بمثابة واحداً من التهديدات المحتملة التى قد تقوض نشاطها . وتنتهى الدراسة إلى بعض التوصيات لضمان نجاح هذه الجمعية للقيام بدورها فى العمل التطوعي الخيرى على أکمل وجه من خلال إتباع برامج لبناء القدرات البشرية،وتسهيل الوصول إلى المعلومات، بالإضافة إلى توفير الدعم الفنى والمادى لتلک الجمعيات.